Skip to main content

لبنان يغرق في الظلام

انقطاع الكهرباء ينتهك الحقوق

متظاهر يحمل لافتة تقول "مرحبا بالظلام، صديقي القديم"، أمام مبنى شركة "كهرباء لبنان" خلال مظاهرة ضد الحكومة والفساد، في بيروت، لبنان، 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2019. © 2019 رفاييل يعقوب زاده/أباكا/سيبا عبر أسوشيد برس

الانقطاع الواسع في الكهرباء، الذي يصل إلى 22 ساعة يوميا، يشلّ لبنان. الانقطاع ناتج عن نقص وقود "الفيول". الفيول، كما كل شيء في البلاد تقريبا، يُستَورَد من الخارج. غير أن إعادة باخرة فيول مغشوش أدت إلى نقص حاد في الإمدادات. صعّبت الأزمة الاقتصادية أيضا تمويل شحنات فيول إضافية.

اضطُر أكبر مستشفى حكومي، والمركز الرئيسي لعلاج المصابين بفيروس "كورونا"، إلى إغلاق بعض غرف العمليات وإطفاء المكيفات في المكاتب والممرات لضمان تبريد بعض الأقسام ووحدات العناية المركزة. أدى نقص الفيول في محطات التوزيع الهاتفي إلى انقطاع الاتصالات الخلوية الأسبوع الماضي، وحذرت شركة الاتصالات الوطنية، "أوجيرو"، من إمكانية انقطاع خدمات الإنترنت في بعض المناطق. بعض الشوارع والمنازل في مختلف أنحاء البلاد تغرق في ظلام دامس، والمؤسسات التي لا يمكنها تحمل نفقة الاشتراك في مولد كهربائي خاص أغلقت أبوابها.

اللبنانيون معتادون على التقنين المزمن للكهرباء، الذي يدوم عادة من ثلاث إلى ست ساعات يوميا، ويعوّض قطاع المولدات الخاصة النقص في التيار الكهربائي الحكومي. لكن أصحاب المولدات، الذين يعانون الآن لتأمين المازوت لمولداتهم، رفعوا الأسعار إلى درجة لا يمكن للعائلات المتأثرة أصلا بالأزمة الاقتصادية تحمّلها. بعض أصحاب المولدات الآخرين حددوا التغذية لكل بيت، ما أجبر العائلات على الاختيار بين تشغيل البراد أو الغسالة، وأطفأ آخرون مولداتهم لعدة ساعات – في الليل عادة – ما يجعل النوم مستحيلا في الحر الخانق.

أدى التقنين إلى تدهور مستوى المعيشة. غردت امرأة على "تويتر" أنها اضطرت إلى قيادة سيارتها لساعة تقريبا كي تشحن هاتفها، لضبط المنبه صباحا كي تستيقظ للذهاب إلى العمل.

انقطاع الكهرباء ليس مجرد مصدر إزعاج، بل يُشكل للكثيرين مسألة حياة أو موت. اضطُر أهل طفل عمره تسعة أشهر ويحصل على علاجه عبر جهاز كهربائي، إلى أخذه إلى شركة للكهرباء في شمال لبنان، وطلبوا من الموظفين هناك وصل الجهاز هناك بالكهرباء بسبب انقطاع التيار عن منزلهم.

الحصول على الكهرباء ضروري للعديد من حقوق الإنسان الأساسية، ومنها الحق بالصحة، والغذاء، والوصول إلى المعلومات، ومستوى معيشي لائق. وصفت تقارير عدة كيف لم يُصلِح لبنان قطاع الطاقة المتهالك، وكيف يتقاعس الآن عن معالجة الأزمة الاقتصادية جديا. والنتيجة، تُنتهك الحقوق الأساسية للسكان كل يوم.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.