Skip to main content

ضحيتان للعنف الجنسي في غرب دارفور تصفان ما مرّتا به

على "الأمم المتحدة" والجهات المانحة زيادة الدعم في السودان وتشاد المجاورة

قوس قزح فوق خيام مؤقتة للهاربين من منطقة دارفور السودانية خلال المغيب في أدري، تشاد، 27 يوليو/تموز 2023. © 2023 رويترز/زهرة ين سمرة

تجمع بين نصرة وخديجة صلة القرابة والعيش في المدينة الصغيرة ذاتها في غرب دارفور. لكن الآن تجمعهما صلة مشؤومة: كلتاهما تعرّض للعنف الجنسي في النزاع السوداني.  

تحدثت باحثة وباحث من "هيومن رايتس ووتش" مع القريبتين في شرق تشاد أثناء توثيقهما انتهاكات ضد عشرات الناجين من الفظائع التي ارتكبتها "قوات الدعم السريع" والميليشيات العربية المتحالفة معها في مدينة الجنينة غربي دارفور في السودان.

أخبرتنا نصرة وخديجة، وكلاهما في العشرينات من العمر، أنهما تعرضتا للاغتصاب – تفصل بين الحادثين ثلاثة أسابيع – عندما كان مقاتلو الدعم السريع والميليشيات العربية يفتشون منزلا تلو الآخر بحثا عن رجال وصِبْية وأسلحة في أحياء معظمها من إثنية المساليت في الجنينة. استخدمنا أسماء مستعارة لحماية هويتهما.

في حين أفادت هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى عن مقتل رجال من المساليت على يد قوات الدعم السريع والميليشيات العربية في غرب دارفور، فإن استهداف النساء والفتيات بالعنف الجنسي حظي بتوثيق أقل بكثير.

أبلغ مراقبو حقوق الإنسان عن عشرات حالات الاغتصاب في الجنينة بين مايو/أيار وأواخر يونيو/حزيران. وللسودان تاريخ طويل ومؤلم من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات أثناء النزاع المسلح، لم تتم معالجته قط.  تستخدم السلطات السودانية والميليشيات المتحالفة معها الاغتصاب والعنف الجنسي كاستراتيجيات متعمدة ضد المجتمعات غير العربية في دارفور منذ أوائل أعوام الـ 2000.

وصفت نصرة مداهمة قوات الدعم السريع والميليشيات منزلها: "أمرني أن أستلقي. قلت، لن أسلم نفسي لك... وضع السلاح في رأسي. ثم اغتصبني".

قالت عاملة إغاثة هربت أيضا إلى تشاد إن بعض الضحايا حصلن على دعم طارئ لكن الهجمات الواسعة على الرعاية الصحية، بما فيها النهب المكثف للمرافق الصحية، قيّدت بشدة الوصول إلى العلاج الطارئ.

تعيش القريبتان في مستوطنة مؤقتة في شرق تشاد حيث المساعدة لضحايا العنف الجنسي محدودة جدا. كلتاهما لديهما جروج جسدية، ونفسية، وعاطفية مروعة. قالت نصرة بعد ستة أسابيع من تعرضها للاعتداء: "لم أتمكن من النهوض من الفراش إلا منذ يومين".

قالت لنا خديجة، وهي أم لثلاثة أطفال صغار تربيهم بمفردها، "لا أستطيع أن أحمل مرة أخرى، الرجاء مساعدتي في إيجاد حل". أحلناها إلى المركز الطبي الرئيسي في المخيم. بعد بضعة أيام اكتشفَت أنها حامل. احتاجت خديجة إلى الرعاية الإنجابية التي ينبغي ضمانها للناجيات في حالات الأزمات، المعروفة بـ "حزمة خدمات الحد الأدنى المبدئية".

على مجلس الأمن الدولي، الذي تقاعس إلى حد كبير عن الاستجابة للنزاع المسلح الذي اندلع في السودان في أبريل/نيسان، أن يدعو فورا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى تقديم إحاطة بشأن العنف الجنسي في النزاعات. على المجلس فرض النظام الأممي الخاص بعقوبات دارفور على قادة الرجال الذين اغتصبوا خديجة ونصرة.

على منظمات الإغاثة والمانحين أن يفعلوا كل ما بوسعهم لتحصل الضحايا في دارفور وشرق تشاد على رعاية حقيقية، بما فيها رعاية الطوارئ والرعاية النفسية-الاجتماعية طويلة الأجل وغيرها من أشكال الرعاية الصحية، والمساعدة إذا أردن الحصول على سبل الإنصاف ضد المسؤولين عن الجرائم.

وعلى العالم التوقف عن تجاهل العبء الجسدي والنفسي الذي تواجهه نصرة وخديجة وعدد لا يحصى من الضحايا الأخريات في السودان.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة