Skip to main content

السعودية: صفقة مع "فورمولا 1" رغم الانتهاكات

على المجموعة استخدام نفوذها للإفراج عن مناصرات حق المرأة بالقيادة

مضمار برشلونة-كاتالونيا لـ "الفورمولا1" في مونتميلو، إسبانيا.  © 2016 رويترز

(نيويورك) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن خطط مجموعة "فورمولا 1" لإجراء سباق "الجائزة الكبرى" البارز في السعودية يجب أن تكون مشروطة بالإفراج عن المدافعات عن قيادة المرأة للسيارة المسجونات وإسقاط التهم ضدهن.

قدمت فورمولا 1 التزامات حقوقية وينبغي أن تشرح كيف ستؤدي أنشطة الشركة إلى تحسين حقوق الإنسان في السعودية. في إعلان شراكتهم في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 202، لم يتصدّ قادة فورمولا 1 للانتهاكات الحقوقية السعودية المتفشية.  

قالت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش: "إذا كانت فورمولا 1 جادة في احترام سياساتها الحقوقية، فعليها بذل جهد حقيقي لتقييم الظروف في السعودية والدعوة إلى إطلاق سراح مناصرات حقوق المرأة اللواتي دافعن عن السماح للمرأة بالقيادة. لا يوجد دليل على اتباع مجموعة فورمولا 1 أو "الاتحاد الدولي للسيارات" الذي ينظم هذه الرياضة سياساتهما الحقوقية في خططهما بشأن السعودية."

قالت هيومن رايتس ووتش إن إعلان فورمولا 1 يجعلها الشركة الأحدث في قائمة الأحداث الرياضية المتزايدة التي تستخدمها السعودية على ما يبدو لصرف الانتباه عن انتهاكاتها الحقوقية الجسيمة. بعد عامين من جريمة القتل الوقحة بحق الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في اسطنبول، شرعت البلاد في استخدام الرياضة لتلميع صورتها باستضافة مباراة ملاكمة عالمية للوزن الثقيل، وسباق سيارات صحراوي رفيع المستوى، والآن تستضيف أحد أبرز سباقات الحلبات.

ستسعى هيومن رايتس ووتش إلى مواجهة محاولة السعودية "تلميع صورتها" بحملة توعية لإعلام قطاعات الترفيه والرياضة، بما فيها النجوم والفرق والرياضيين الذين يُطلب منهم المشاركة، بالسجل الحقوقي السعودي. ستدعوهم الحملة إلى القول للحكومة السعودية إنهم لن يأخذوا أموالها أو يشاركوا في أحداثٍ هدفُها الأساسي تلميع صورتها وصرف الانتباه عن انتهاكاتها الحقوقية. أيضا، ينبغي لهم رفض ممارسة نشاطاتهم في السعودية حتى تفرج الحكومة عن ناشطات حقوق المرأة وتحسن حقوق الإنسان.

يوثق تقرير أصدرته هيومن رايتس ووتش في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ممارسات السلطات السعودية التعسفية والمنتهِكة المستمرة ضد المعارضين والنشطاء، والغياب التام لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. رغم الإصلاحات الاجتماعية المهمة، مثل رفع القيود عن سفر النساء في أغسطس/آب، إلا أن الناشطات ما يزلن في السجن. من بين هؤلاء لجين الهذلول، وسمر بدوي، ونسيمة السادة، ونوف عبد العزيز، اللاتي دافعن عن حق المرأة في قيادة السيارات وإنهاء نظام ولاية الرجل التمييزي. هؤلاء النساء الأربع هن من بين عشرات ناشطات حقوق المرأة اللاتي ما زلن يخضعن للمحاكمة بسبب نشاطهن، رغم أن السلطات قدمت بعض التنازلات بشأن حقوق المرأة.

قالت هيومن رايتس ووتش إنه قبل أن تبدأ فورمولا 1 سباق الجائزة الكبرى في السعودية، عليها الإصرار على حرية هؤلاء الناشطات.

دخلت فورمولا 1 سابقا في شراكات مع دول أخرى تسعى إلى بناء قوتها الناعمة وتلميع سجلاتها السيئة في حقوق الإنسان. عام 2016، استضافت أذربيجان، التي ذاع صيتها بقمعها للمنتقدين، سباق الجائزة الكبرى. أخذت فورمولا 1 سباقها الرائد إلى البحرين، ما أشعل سنوات من الاحتجاجات وأدى إلى اعتقال الناشطة نجاح يوسف، التي سُجنت وعُذبت لأسباب منها منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي المعارضة للاستضافة. في فبراير/شباط 2019، وجهت هيومن رايتس ووتش و16 منظمة حقوقية رسالة إلى فورمولا 1 تحثها على احترام التزامها بحقوق الإنسان في البحرين وخارجها.

يقول "بيان حقوق الإنسان" لفورمولا 1: "سنركز جهودنا فيما يتعلق بالمجالات التي تقع ضمن نفوذنا المباشر."

قالت ووردن: "حرية المدافعات عن حق النساء بالقيادة تقع بالتأكيد ضمن التأثير المباشر للشركة. على الرئيس التنفيذي لفورمولا 1 تشيس كاري ورئيس الاتحاد الدولي للسيارات جان تود الإصرار على زيارة الناشطات المحتجزات ظلما وحث الحكومة السعودية علنا على إطلاق سراحهن وتعزيز حرية الصحافة وحقوق الإنسان كشرط لهذه الشراكة المربحة".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة