مصر: تعذيب وانتهاكات بحق "مجتمع الميم" على يَد قوات الأمن

Read a text description of this video
Transcript

أحمد علاء
كان يوم واحد أكتوبر 2017، عيد ميلادي الواحد والعشرين. كنت قاعد في العربية مستني صديق لي، لما ظهر عشر رجالة من العدم، بدأوا يخبطو عالعربية، وبدأوا يخبطوني في كتفي، ويسألوني عن بطاقتي الشخصية، من غير حتى ما يعرّفوا عن نفسهم.

قبلها بعشر أيام كنت رفعت الرينبو فلاغ بحفلة مشروع ليلى. الفرقة بتتكلم بشكل رئيسي عن القمع ضد أفراد مجتمع الميم في الشرق الأوسط، والمغني الرئيسي للفرقة حميد سنو أوبينلي غاي [لا يُخفي أنه مثلي].

سارة حجازي كانت برضو هناك وكانت أحد الأشخاص اللي رفعوا الرينبو فلاغ.

فكرة رفع أعلام الرينبو في سماء القاهرة أمام خمسة وتلاتين ألف إنسان من غير أي خوف، يمكن الفكرة الأعظم بحياتي.

بعدها، الحكومة المصرية عملت أكبر كراك داون [قمع] على الإل جي بي تي كوميونيتي [مجتمع الميم]، أدى إلى اعتقال خمسة وسبعين شخص من مجتمع الميم من بيوتهم ومن ديتنغ آبس [تطبيقات المواعدة].

تم التحقيق معايا تلات مرات متفرقة في مبنى الأمن الوطني.

التحقيق كلو كان، سألني مثلا... "هل أنت خول؟"،
"قلي عندك فولورز[متابعين] كتير عالفيسبوك، هل انت شيوعي؟ هل انت بالاشتراكيين الثوريين؟".

المثلية الجنسية غير مجرمة بشكل واضح بالقانون المصري، لكن توجهت لي تهم الانضمام لجماعات محظورة، والتحريض على الفسق والفجور.

قضيت حوالي تمانين يوم في الحبس الانفرادي، عنبر الانفرادي بيكون تحت الأرض.

الزنزانة الانفرادي ما في هاش أي حاجة، ما في هاش تهوية، مفيهاش مي، ما في هاش سرير.

جابولي بطانية قذرة وكاستين مية من الحنفية وشوية عيش متوسخ.

قفلو باب الزنزانة وقعدت أعيط لغاية ما نمت، وتمنيت أني مصحاش تاني يوم.

تعرضت لتحرش لفظي ولسخرية من الضباط والعساكر. أحد العساكر تحرش بي جنسيا. وفي يوم من الأيام مسكوني وحلقولي شعري.

العساكر بلّغوا بقية السجناء إني أنا متهم في أحداث مشروع ليلى، وإني أنا الشخص المثلي الجنسي اللي معهم بالانفرادي. فبدأت تجيني تهديدات بالاغتصاب.

قابلت سارة في تحقيقات نيابة أمن الدولة، كلبشونا مع بعض. سارة قالت لي أنا عايزة أمسك أيدك. قعدنا على لأرض وغنينا أغنية مشروع ليلى "ونعيد ونعيد ونعيد"، عشان دي الأغنية الوحيدة اللي حافظها وكانت مناسبة للسيتويشن [الوضع].

بعد تلات شهور المحامين عملوا استئناف لقرار الحبس. وتم إخلاء سبيلي أنا وسارة بكفالة ألف جنيه لكل واحد فينا. القضية لسا مفتوحة، مقدرش انزل مصر، لأني لو نزلت مصر ممكن يتقبض عليّ تاني من المطار.

في مايو 2018 سبت مصر وسافرت لكندا، هناك قابلت سارة في المطار أول ما وصلت، خدت بالها مني زي ابنها، ساعدتني في حياتي، في إجراءات اللجوء، في إني لاقي مكان أعيش فيه، عرفتني على ناس.

لكن التروما اللي كانت سارة بتعيشها بعد خروجها من السجن كان ليها تأثير كبير قوي عليها.

في يونيو 2020، سارة قررت تنهي حياتها.

في النهاية، بقول للحكومة المصرية إني حفضل أرفع رينبو فلاغ، حفضل أتكلم عن حقوق المثليين والمثليات والعابرين والعابرات. حفضل أتكلم عن كل المقهورين والناس اللي مالهاش صوت، عشان نخلي ذكرى سارة حجازي بالشكل اللي يليق بيها والشكل اللي يليق بنضالها.

 

-----------------------------

 ينبغي للحكومة المصرية إنهاء اضطهاد مجتمع الميم فورا. 

ينبغي السماح لأفراد مجتمع الميم في مصر بالتعبير عن أنفسهم وألا يواجهوا العقاب لفعلهم ذلك.

(بيروت، 1 أكتوبر/تشرين الأوّل 2020) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إنّ عناصر الشرطة المصرية و"قطاع الأمن الوطني" يعتقلون المثليين/ات ومزدوجي/ات التوجه الجنسي، ومتغيّري/ات النوع الاجتماعي (مجتمع الميم) تعسّفا ويحتجزونهم في ظروف غير إنسانية، ويعرّضونهم لسوء معاملة منهجية، تشمل التعذيب، وغالبا ما يحرّضون النزلاء الآخرين للاعتداء عليهم. تختار القوى الأمنية بانتظام أشخاصا في الشوارع بالاستناد فقط إلى تعبيرهم الجندري، وتخدعهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة، وتفتّش هواتفهم بطريقة غير شرعية. يستخدم أعضاء النيابة العامة هذا المحتوى لتبرير فترات الاحتجاز المطوّلة، بينما يصادقون شكليا على محاضر الشرطة، وينفّذون ملاحقات قضائية غير مبرّرة بحقّ هؤلاء الأشخاص.

المنطقة/البلد

لمزيد من المحتوى

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
© 2020 John Holmes for Human Rights Watch