Skip to main content

إسرائيل/فلسطين: التحقق من فيديوهات لهجمات قادتها حماس

لدى "المحكمة الجنائية الدولية" ولاية بالتحقيق في الهجمات باعتبارها جرائم حرب

(القدس) – تحققت "هيومن رايتس ووتش" من أربعة فيديوهات لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي نفذها مسلحون بقيادة "حماس"، تظهر ثلاث حوادث قتل متعمد، وتعرض هذا التحليل في فيديو نشرته اليوم. ينبغي التحقيق في هذه الهجمات باعتبارها جرائم حرب.

صباح 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اخترق رجال مدججون بالسلاح السياج الفاصل بين إسرائيل وغزة ودخلوا جنوب إسرائيل. قُتل 1,400 شخص على الأقل، كثير منهم مدنيين ومن بينهم أطفال، وفقا لمسؤولين إسرائيليين. تواصل هيومن رايتس ووتش التحقيق في هذه الحوادث وغيرها باعتبارها جرائم حرب.

قالت إيدا سوير، مديرة قسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش: "تسلط هذه الهجمات الضوء على أهمية التحقيق المستمر الذي تجريه ’المحكمة الجنائية الدولية‘. أوضح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه يستطيع التحقيق في الجرائم الخطيرة التي ارتكبتها الجماعات الفلسطينية المسلحة في إسرائيل والسلطات الإسرائيلية في غزة".

بعد مجازر 7 أكتوبر/تشرين الأول، ردت إسرائيل بآلاف الغارات الجوية على غزة قتلت آلاف الأشخاص، من بينهم مئات الأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة. أطلقت الجماعات المسلحة في غزة آلاف الصواريخ على المناطق المدنية في إسرائيل، مما أدى إلى وقوع مزيد من القتلى والجرحى.

منذ 2007، واصلت إسرائيل إغلاق قطاع غزة، وقمعت الفلسطينيين على مدى عقود بشكل منهجي.

بموجب "القانون الإنساني الدولي" أو قانون النزاعات المسلحة، استهداف المدنيين محظور تماما، ويعتبر استهداف المدنيين وقتلهم عمدا جرائم حرب. الانتهاكات والتجاوزات التي يرتكبها أحد أطراف النزاع لا تبرر الانتهاكات، بما فيها استهداف المدنيين، من قبل الطرف الآخر.

صُوّرت الحوادث الثلاث التي حللتها هيومن رايتس ووتش باستخدام كاميرات المركبات وكاميرات المراقبة في 7 أكتوبر/تشرين الأول. نشر هذه الفيديوهات "المستجيبون الأوائل في الجنوب" (The South First Responders) على تيليغرام.

تحققت هيومن رايتس ووتش من الفيديوهات عبر التحقق من الإحداثيات والطوابع الزمنية والتواريخ الموجودة في الفيديوهات ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية والصور مفتوحة المصدر والظلال لتحديد وقت ومكان وقوع الحوادث.

الحادثة 1

في أحد الفيديوهات التي تم التحقق منها، تظهر لقطات كاميرا سيارة التُقطت الساعة 7:55 صباحا سبعة مسلحين، عديد منهم يصرخون باللغة العربية، يركلون رجلا عاري الصدر أمام ملجأ من القنابل ملحق بمحطة حافلات تقاطع رعيم، على بعد بضع دقائق سيرا جنوب موقع مهرجان "سوبر نوفا
الموسيقي. يصرخ أحد المسلحين باللغة العربية، "شباب، في الداخل، في الداخل هنا"، ويبدو أنهم يتجادلون لفترة وجيزة قبل أن يلقي مسلح آخر شيء ما في الملجأ. يخرج رجل يرتدي ملابس مدنية. يصرخ المسلحون ويصوبون عليه ويطلقون النار عليه من الخلف وهو يحاول الفرار. أثناء إطلاق النار، حدث انفجار داخل الملجأ. ينتهي الفيديو، ومن غير الواضح إذا نجا أي من الرجلين. زارت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الملجأ في 9 أكتوبر/تشرين الأول، وذكرت أن الجزء الداخلي منه ملطخ بالدماء.

الحادثة 2

في فيديو ثان تم التحقق منه، التقطته كاميرا أمنية الساعة 8:43 صباحا، يظهر رجل يرتدي ملابس مدنية ويبدو أنه أصيب برصاصة قاتلة، وهو ملقى على الأرض وينزف أمام كيبوتس مفالسيم، على بعد حوالي 24 كيلومترا من محطة الحافلات في رعيم. تتجمع مجموعة من المسلحين أمام مبنى قريب من الرجل القتيل ويلقي أحدهم غرضا ما تجاهه. بعد 15 ثانية، يحدث انفجار داخل المبنى، ويسحب مسلح شخصا ويطلق النار عليه من مسافة قريبة، ويضربه بعقب بندقيته بينما يشاهده المسلحون الآخرون.

الحادثة 3

في فيديو ثالث تم التحقق منه، التقطته كاميرا سيارة الساعة 9:23 صباحا، يظهر موقف سيارات مغبر بجوار موقع مهرجان سوبر نوفا. يتصاعد الدخان في الخلفية. يطلق مسلح النار على رجل يرتدي ملابس مدنية ويجلس بجوار سيارة ملطخا بالدماء، ثم يبعده عن الكاميرا. ينظر رجل آخر للأعلى ويحرك ساقه لفترة وجيزة قبل أن يستلقي دون حركة على الأرض خلف سيارة. لا يبدو مسلحا. يقترب منه مسلح ويصوب بندقيته نحو رأسه ويطلق النار عليه من مسافة قريبة. يرتجف جسده جراء الإصابة، ثم يخمد.

في فيديو رابع تم التحقق منه، نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي والتقطته الكاميرا نفسها بعد أكثر من ساعتين ونصف بقليل عند الساعة 12:12 ظهرا، يظهر الضحية مستلقيا على الأرض في الوضع نفسه، بلا حركة وعلى الأرجح قد فارق الحياة. يظهر رجال وهم يأخذون أشياء صغيرة من جيوب الضحية ثم ينهبون السيارة، حيث يجدون امرأة مختبئة بداخلها. قادوها بعيدا عن الكاميرا. مصيرها غير معروف.

يمكن للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الحرب المزعومة المرتكبة أثناء القتال بين إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية. في 3 مارس/آذار 2021، فتح مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في الجرائم الخطيرة المزعومة المرتكبة في فلسطين منذ 13 يونيو/حزيران 2014. أصبحت فلسطين عضوا في المحكمة في 1 أبريل/نيسان 2015. في 13 أكتوبر/تشرين الأول، دعت هيومن رايتس ووتش المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار بيان عام عاجل بشأن ولاية المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بالأعمال العدائية الحالية بين الجماعات الفلسطينية المسلحة وإسرائيل.

خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، ستشارك هيومن رايتس ووتش نتائج بحثية إضافية، لتحضير مجموعة من الأدلة على الانتهاكات الجسيمة في إسرائيل وفلسطين، والدعوة إلى محاسبة المسؤولين عنها.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة